مسؤولة أممية: الحرب في السودان تحاصر المدنيين وتجعل المساعدات رهينة العنف

مسؤولة أممية: الحرب في السودان تحاصر المدنيين وتجعل المساعدات رهينة العنف
نازحون سودانيون- أرشيف

جددت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، دينيس براون، دعوتها لوقف الحرب والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، ولا سيما في مدينة الفاشر المحاصرة، واصفة الوضع بأنه "أحد أكثر الأزمات الإنسانية خطورة في العالم".

براون تحدثت، الجمعة، من منطقة طويلة في شمال دارفور، التي وصفتها بأنها مركز للأزمة الإنسانية، حيث يعيش نحو 600 ألف نازح فرّ معظمهم من الفاشر ومناطق مجاورة ومن الخرطوم منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة

أوضحت المسؤولة الأممية أن الوصول إلى طويلة تطلّب جهداً شاقاً بسبب كثرة خطوط الجبهات داخل السودان، حيث استغرقت رحلتها خمسة أيام وامتدت لمسافة خمسة آلاف كيلومتر عبر ثلاث دول وثلاث طائرات مختلفة، تلتها ثلاثة أيام من القيادة، وقالت إن زيارتها جاءت لتؤكد أن "منسق الشؤون الإنسانية يجب أن يكون حاضراً على الأرض، خصوصاً لقرب المنطقة من الفاشر".

قصص من المعاناة

روت براون مشاهد مؤلمة لنازحات فررن من الفاشر بعد فقدان أزواجهن وأطفالهن، وأشارت إلى قصة أم حملت رضيعها على ظهرها فيما ركب طفلان آخران ظهر حمار، في رحلة استمرت سبعة أيام إلى طويلة، ليصل الطفل الرضيع وهو يعاني من سوء تغذية حاد، وقالت: "هذه نتيجة متوقعة لمأساة يعيشها مدنيون اضطروا للهروب إلينا بدلاً من أن نصل نحن إليهم".

وجهت براون نداءً مباشراً: "أوقفوا العنف، أوقفوا الحرب، اسمحوا لنا بالمرور، لا نريد أن ننتظر وصول الناس إلينا بعد أن يصبحوا في وضع يائس للغاية"، وأكدت أن الأمم المتحدة لن تتمكن من إرسال الشاحنات أو الطواقم ما لم تحصل على ضمانات للمرور الآمن، مشيرة إلى مقتل أكثر من 120 عاملاً إنسانياً منذ اندلاع الحرب.

وشددت المنسقة الأممية على أن العنف الجنسي يمثل إحدى أبشع صور الأزمة في السودان، واصفة الوضع بأنه "قبيح للغاية"، مشيرة إلى انتشار أنماط ممنهجة من الاغتصاب والاستعباد الجنسي والاعتداءات التي ترقى إلى التعذيب، مؤكدة أن هذه الانتهاكات "لا تظهر أي بوادر تباطؤ".

أزمة غذاء وصحة

أوضحت براون أن سوء التغذية بين الأطفال بلغ مستويات خطرة، في ظل انقطاع الإمدادات وارتفاع أسعار الغذاء بشكل جنوني ونقص المياه النظيفة والصرف الصحي، ما أدى إلى تفشي الكوليرا وحمى الضنك، ووصفت الوضع بأنه "قابل للانفجار بالنسبة للأطفال الصغار".

إلى جانب دارفور، لفتت براون الانتباه إلى كردفان حيث تشهد الأوضاع الإنسانية تدهوراً مماثلاً مع ارتفاع الأسعار وتعطل طرق الإمداد، مؤكدة أن "المساحة الإنسانية للعمل تكاد تكون معدومة".

استجابة محدودة التمويل

قدرت الأمم المتحدة عدد المحتاجين في السودان بأكثر من 30 مليون شخص، بينهم 10 ملايين نازح داخلياً، وأشارت براون إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية، رغم أنها الأعلى من حيث التمويل، لم تحصل إلا على 25 في المئة من الموارد المطلوبة، مؤكدة أن "الاجتماعات التي نعقدها جميعها تدور حول الاحتياج الضخم والاستجابة المحدودة بسبب نقص التمويل".

اندلع النزاع في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى نزوح ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها، وتحول مدن مثل الفاشر والجنينة ونيالا إلى بؤر محاصرة ومعزولة.

وتقدّر الأمم المتحدة أن السودان يشهد اليوم أكبر أزمة نزوح في العالم، مع تصاعد التحذيرات من مجاعة وشيكة وتدهور صحي كارثي إذا استمرت القيود على وصول المساعدات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية